شـواطــئ الشـارقـــة «طاردة» للـسـبـاحــــة

السلآآم عليكم ورحمة اللهـ وبركآآتهـ

تساءل عدد من مرتادي شواطئ الشارقة عن أسباب نقص الخدمات على الشواطئ، لافتين الى أن ذلك ينفِّر عشاق السباحة.


وقالوا لـ «الإمارات اليوم» إن معظم شواطئ الإمارة لا تتوافر فيها لوحات إرشادية كافية لتوعية زوار الشاطئ بالأماكن الخطرة للسباحة، وإن وجدت فهي «غير واضحة»، مطالبين بتوفيرها في مختلف المواقع، من أجل التعريف بخطورة المنطقة التي تنشط فيها التيارات البحرية، وضرورة التعريف الواضح للأماكن المسموح فيها بالسباحة، إضافة إلى توفير حزمة من الخدمات الرئيسة، مثل: الحمامات العامة، ودوريات الشرطة والإنقاذ لمنع مخالفات السباحة، وإجراء عمليات الإنقاذ المختلفة في الحالات الطارئة.



ومن جانبها، أكدت بلدية الشارقة أنها وضعت في السابق لوحات تحذيرية وإرشادية في مختلف المناطق التي تكون السباحة فيها خطرة، لكنها انتزعت من أماكنها.


وأضافت أنها تنسِّق مع الجهات المختصة الأخرى لإعادة وضع اللوحات الإرشادية المناسبة في أي مكان يخلو من اللوحات التحذيرية، خصوصاً اذا كانت السباحة فيه خطرة. أما تطوير الشواطئ فقالت إنه سيكون جزءاً من مهمة جهة استشارية أوكلت لها هذه المهمة قبل فترة قريبة.



وكان تقرير لشرطة الشارقة أفاد بأن شاطئي الخان والحيرة في الشارقة سجلا 10 حالات غرق منذ بداية العام الجاري، توفي ثلاثة منهم، وأنقذ السبعة الآخـرون.



واعتبر التقرير السـباحة في هـذين الشاطئين ممنوعة أو خطرة على أقل تقدير، بسبب تشكل تيارات بحرية قوية ومفاجئة، وأمواج عالية تسحب السباحين بعيداً داخل البحر.


وفي التفاصيل قال عبدالله سالم، (محاسب في شركة تدقيق حسابات): «نعشق السباحة لكننا نشعر بأن شواطئ الشارقة غير مناسبة، ولا تخلو من مخاطر، وينقصها كثير من الخدمات خصوصاً الحمامات العامة، وفرق الإنقاذ والمناطق المناسبة للسباحة سواء للكبار أو للصغار».



وتابع: «نهرب من شواطئ الشارقة إلى شواطئ عجمان، أو دبي، ونتحمل عناء الازدحام من أجل الاستمتاع ببعض الوقت في السباحة. وفي الحقيقة، لا نعرف ما مبررات مثل هذه النواقص، ولمصلحة من يكون النقص؟».



وبدوره، قال حسين الدبس (موظف): «لست مهتماً كثيراً بمثل هذه التفاصيل؛ لأنني أحضر إلى هنا بحكم قرب بيتي من الشاطئ، وأمارس فقط رياضة المشي والجري في الهواء الطلق لمدة ساعة، ومن ثم أعود للبيت».



أما محمود النعيمي (موظف) فقال: «سمعنا منذ مدة عن تحسينات مقبلة على الشواطئ، لكنها لم تر النور بعد. وبصراحة يهمنا أن تكون الشواطئ مناسبة وآمنة؛ لأننا نفضل المكان القريب على البعيد الذي يكلفنا الجهد والوقت. وعندما تكون السباحة متاحة على شواطئ الشارقة لا نفكر بالذهاب بعيداً إلا في حالات خاصة ومناسبات معينة، لكنني من عشاق السباحة اليومية أو شبه اليومية، لذلك أنتظر على أحر من الجمر تلك التحسينات، ولا أعرف الجهة المعنية بالمتابعة. وقد كنا نسمع أن البلدية هي المعنية بمثل هذا الموضوع، لكن بالمحصلة لا توجد تحسينات ولا أثر لمشروعات تخدم رياضة السباحة هنا».



وقال خالد علي (مخرج فني): «من المهم على الأقل توافر حمامات عامة خصوصاً للأطفال، وفرق إنقاذ، فكم هي حالات الغرق التي تحصل على شواطئ الشارقة». وأضاف: «حتى الشواطئ ليست نظيفة كما يجب، ومع ذلك نضطر إلى السباحة هنا، ويبدو أن المعنيين لا يكترثون بالأمر؛ لأنهم على ثقة من إقبال نسبة ليست بسيطة من عشاق السباحة والرياضة إلى هنا، بغض النظر عن حقيقة وطبيعة الخدمات المتوافرة على هذه الشواطئ».



ولفت كريم أحمد (مهندس ميكانيكي) الى أن شواطئ الإمارات الشمالية عموماً والشارقة خصوصاً مهملة جداً، وتفتقر إلى أبسط مقومات السلامة، ما يجعلها غير جاذبة.



وقال: «بادرت الجهات المعنية بالعمل على توفير مقاعد على الشواطئ، فلماذا توقفت عند هذا الحد ولم تكمل مهمتها، خصوصاً توفير حمامات عامة ولوحات إرشادية واضحة ودوريات إنقاذ من أجل الحالات الطارئة، فهناك مواقع وأماكن سباحة قد تكون خطرة، كما الحال في أي شاطئ في أي مكان من العالم. وحقيقة نشاهد في بعض الأحيان فرق الإنقاذ ودوريات الشرطة، لكننا نتمنى أن تكون أكثر، وموجـودة باستمرار لا بشكل متقطع».



أما محمد توفيق (مستثمر) فقال: «على الرغم من أنني أقيم في منطقة قريبة من البحر فأنا أضطر للذهاب إلى شواطئ دبي قاطعاً كل تلك المسافة ومتحملاً عناء كل ذلك الازدحام، كي أستمتع وأطفالي بيوم سباحة طبيعي ومريح»، مضيفاً «إن شواطئ الشارقة عموماً جيدة، فلماذا لا يتم العمل على توفير مختلف الخدمات هناك كي تكون جاذبة لا طاردة.. فعدم توافر حمامات عامة لمختلف الاستخدامات يجعلها طاردة وتفرض على عشاق السباحة البحث عن بدائل، وهي كثيرة».



وتابع قائلاً: «كما ترى الأطفال يسبحون ونحن حولهم باستمرار، ونعرف أن في الأمر خطورة كبيرة، لكننا مضطرون للسباحة، فهي رياضة جيدة وممتعة ويحبها الأطفال كثيراً، وكم نتمنى أن نذهب بعيداً في الماء، لكننا نخشى ذلك، ليس على أنفسنا فحسب، بل من أجل البقاء بالقرب من أطفالنا».



في المقابل، تفيد معلومات بلدية الشارقة بأن هناك توجهاً لدى الجهات المعنية لوضع لوحات إرشادية مناسبة في المواقع التي تشهد حوادث متكررة، الى جانب الأماكن التي تخلو من اللوحات التحذيرية، خصوصاً حين تكون السباحة فيها خطرة.



وأشارت مصادر في البلدية إلى أنها قدمت اقتراحات ودراسات عدة بخصوص تطوير شواطئ الشارقة، ولكن ما عادت مسؤولية الشواطئ تابعة للقسم الفني في البلدية، فقد انتقل الأمر إلى جهات استشارية أخرى مازالت تدرس كيفية تطوير وتحسين الشواطئ وخدماتها بحيث تكون مركز جذب لعشاق السباحة.



وقال الدكتور عاطف درويش، من القسم الفني في البلدية: «إن فكرة تطوير وتحسين وإضافة الخدمات اللازمة من أجل شواطئ أفضل كانت محل دراسة وإعداد من قبل البلدية، لكن تم العمل على إحالة تلك المهمة إلى جهات استشارية أخرى مازالت تقوم بما يلزم من أجل توفير المستلزمات والخدمات كافة في هذه الشواطئ».